الخميس، 31 مارس 2011

أيامي الخضراء







أيامي الخضراء









كانت تراقبني ..



عندما كان للبراءة زمنْ



عندما كانت الأحلام أنهاراً



و أوتاراً و سكنْ



عندما كان الأخضر أخضراً



و الخبز له مذاق الخبز



والوطن كان بطعم الوطنْ



عندما كنا نرى



كل قمر يدور في الآفاق يوماً :



من الممكن أن يكنْ



و غير ممكن أن يخنْ












كانت تراقبني



عندما كنت أمضي كل يوم حاملاً حقيبهْ



تحوي كتاباً كثير السطورْ



كراسةً رتيبهْ



و قلماً ذو سن مكسورْ



كنت أخرج كل يوم ليغمرني النورْ



كنت لا أدركْ



أن بلادنا منذ زمنٍ لم تعد ترى النورْ



كنت أحلق في الطرقات كالطيورْ



كنت لا أدرك



أن سمائنا منذ زمن هجرتها الطيورْ



لم يعد بها سوى غربانٌ تنعق ، وصقورْ



شاهدتني عندما ألقيت بشطيرة أمي للفناءِ



كنت لا أدركْ



أنّي سأعيش على طعام أعدائي



مسموم الأحشاءِ



مخمورْ ..















كانت تراقبني



عندما كنت أجلس في شرفتي أغني



للسَحَّرْ



أرسم حصاناً أبيض اللونِ



وفتاة ترقص في المطرْ



أرسم جزيرةً عذراء لم يمسسها بشرْ



أتحسس صوت قلبي



و شحوب وجهي المنكسرْ



أسائل أبي وأمي



عن الطريق إلى القمرْ



و أين يكون القمرْ



و كيف يكون القمرْ



أدور على الجدار



أسائل الغبار والأشباح والصورْ



أسائل أيامي الخضراءَ



و أوراق الشجرْ












كنا نرى كل حلم يدور في الآفاق يوماً



من الممكن أن يكنْ



و غير ممكن أن يخنْ



عندما كان الأخضر أخضراً



و الخبز له مذاق الخبزِ



و الوطن كان بطعم الوطنْ



محمد حسني أبوالعز ..،،

الاثنين، 14 مارس 2011

أرجوك .. اسمع ما لا أقوله


أرجوك .. اسمع ما لا أقوله


لا تنخدع بي .


لا تنخدع بالوجه الذي تراه



فأنا أضع قناعاً بل ألف قناع

وكلها أقنعة أخاف أن أنزعها عني

وليس منها من هو أنا ..

الإدعاء أصبح طبيعة ثانية لي ..

لا تنخدع بي

حباً بالله لاتنخدع بي


فأنا أعطيك انطباعا بأنني أشعر بالأمان




وبأن كل شيء في الداخل والخارج هادئ ومشرق

وبأن الثقة اسمي والهدوء لغتي

وبأن المياه تسير في مجاريها وأنني أتحكم بكل شيء




وبأني لا أحتاج أحداً ..



ولكن لا تصدقني

قد يبدو وجهي هادئا، ولكن وجهي هو قناعي

متغير دائماً .. مقنع دائماً




تحته لا رضا

تحته تقبع الحيرة والخوف والوحدة




وأنا أخفي هذا كله .. ولا أريد أن يعلم أحد به ..


أصاب بالذعرلمجرد التفكير في ضعفي وأخشى انفضاح حقيقتي




لهذا السبب صنعت قناعاً لأختبىء وراءه ..

لهذا السبب ألعب لعبتي .. لعبة الإدعاء اليائس

فأبدو لك واثقاً بنفسي

و أنا في الداخل طفل مرتعش

فيبدأ عرض الأقنعة المتألقة الفارغة

و تبدو حياتي واجهة





فأثرثر معك بكلمات رقيقة حواراً سطحياً

و أخبرك كل شيء و هو لا شيء

و لا أخبرك شيء عما هو كل شيء



فرجاء ..

أصغ جيداً و اسمع ما لا أقوله

ما اتمنى أن أقوله

ما احتاج أن أقوله

لكنني

لا أقدر أن أقوله


...

تشارلز فِن

Charles C. Finn